Monday, 1 March 2010

undefined undefined undefined

أعدد ملائكة التي ترفع العرش الرحمن

domotiquemed @ 15:55
بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم

حياته في الإسلام ست سنوات، أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية، وهو في عامه الحادي والثلاثين، واستشهد عقب غزوة الخندق وهو ابن سبع وثلاثين سنة، وبينهما قضى سنواته الست في خدمة الله ورسوله، أسلم فأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل، وكانت أول دار أسلمت من الأنصار، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، ولما مات اهتز له عرش الرحمن، وحملته الملائكة مع المؤمنين إلى مدفنه، وحضر دفنه سبعون ألف ملك ما وطئوا الأرض من قبل، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي إليه ثوب من حرير، فجعل الصحابة يعجبون من حسنه ولينه، فقال صلى الله عليه وسلم: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا.


هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وأمه كبشة بنت رافع، ولها صحبة، وله من الولد: عبدالله وعمرو وبه كان يكنى، وهو ابن خالة أسعد بن زرارة أحد النقباء الاثني عشر.



المبادرة إلى الحق



وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم، وكان رجلاً جسيمًا جزلاً، أبيض، جميلاً، حسن الوجه، أعين، حسن اللحية، وكان سيد قومه، وقصة إسلامه تدل على شخصيته المبادرة إلى الحق لا يبالي فيه لومة لائم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى، وليدعو غيرهم إلى الإيمان، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس سرًا ويفشو الإسلام ويكثر أهله، وهم في ذلك مستخفون بدعائهم.



وفي يوم جلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الذي يدعو لنبذ دين الآباء والأجداد، وقال سعد لأسيد بن حضير: اذهب إلى هذا الرجل وازجره، وحمل أسيد حربته وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة، وشرح الله صدر أسيد للإسلام، فأسلم من فوره وتطهر وصلى ركعتين، ثم قال لهما: إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم، فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلاً، قال: أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم، فلما وقف على النادي قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا: نفعل ما أحببت، وقد حُدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك.



فقام سعد مغضبًا مبادرًا، تخوفًا للذي ذكر له من بني حارثة، فأخذ الحربة من يده ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئًا، ثم خرج إليهما، فلما رآهما سعد مطمئنين، عرف أن أسيدًا إنما أراد منه أن يسمع منهما، وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير: أي مصعب، جاءك والله سيد قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان، فوقف عليهما متشتمًا، ثم قال لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة، أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني، أتغشانا في دارينا بما نكره؟ فقال له مصعب: أو تقعد فتسمع فإن رضيت أمرًا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد: أنصفت، ثم ركز الحربة وجلس، فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه القرآن، قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم، لإشراقه وتسهله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين.



قال: فقام فاغتسل وطهر ثوبيه، وشهد شهادة الحق، ثم ركع ركعتين، ثم أخذ حربته، وأبى أن ينام إلا وقومه قد دخلوا الإسلام، فأقبل عامدًا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير، فلما رآه قومه مقبلاً، قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم، فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأوصانا وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ومسلمة، وحول سعد بن معاذ مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة إلى داره، فكانا يدعوان الناس إلى الإسلام في داره حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، وكان سعد بن معاذ وأسيد بن حضير يكسران أصنام بني عبد الأشهل.



مواقف عز وبطولة



بعد انتشار الإسلام في ربوع المدينة، أذن الله سبحانه لنبيه بالهجرة إلى المدينة، فكان سعد بن معاذ خير معين لإخوانه المهاجرين، وظهر معدنه النفيس في السنة الثانية من الهجرة، والتي شهدت أحداث غزوة بدر، حين طلب النبي صلى الله عليه وسلم المشورة قبل الحرب، فقام أبو بكر وتحدث ثم قام عمر فتحدث، ثم قام المقداد بن عمرو، وقالوا وأحسنوا الكلام، فقال صلى الله عليه وسلم: أشيروا علي أيها الناس، فقال سعد: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل، فقال سعد: “لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبُر في الحرب، صُدُق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله”، فسُر رسول الله بكلام سعد، ثم قال: (سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم)، وأبلى المسلمون في غزوة بدر بلاء حسنًا، وكتب الله لهم النصر على عدوهم.



وشهد سعد بن معاذ أُحدًا، وأظهر فيها حماسة شديدة وشجاعة عظيمة، وثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ، وظل يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى عاد المشركون إلى مكة.



وفي غزوة الخندق، تحالف المشركون وتجمعوا من كل مكان يحاصرون المدينة، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن بني قريظة قد نقضوا عهدهم، فتفاوض مع غطفان ليخرجهم من حلف المشركين، وأخبر سعد بن معاذ وسعد بن عبادة في ذلك فقالا له: يا رسول الله أمرًا تحبه فنصنعه، أم شيئًا أمرك الله به لابد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟، قال: بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما، فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى أو بيعًا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، قال صلى الله عليه وسلم: (فأنت وذاك)، فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال: ليجهدوا علينا.



حكم الله



ورمي سعد يوم الخندق بسهم رماه حبان بن العرقة، وقال: خذها وأنا ابن العرقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عرق الله وجهه في النار)، وتفجر الدم من وريده وأسعف سريعًا، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحمل إلى المسجد وأن تنصب له خيمة ليكون قريبًا منه أثناء تمريضه، وانظر إلى سعد يرفع بصره إلى السماء يسأل ربه وهو على هذه الحالة ثلاثة أشياء، فماذا يسأل؟ يقول: (اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه وأخرجوه، اللهم إن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة).



انهزم حلف المشركين وجلوا عن محاصرة المدينة المنورة، ووجه الله نبيه إلى معاقبة بني قريظة على غدرهم وخيانتهم عهدهم، فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فنزلوا على أن يحكم فيهم سعد بن معاذ، وكانوا مواليه وحلفاءَه في الجاهلية، فأتاه قومه من الأوس فحملوه وهم يقولون: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك فإن الرسول إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم، فلما أتوا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (قوموا إلى سيدكم)، فقاموا إليه فقالوا: يا أبا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم، فقال سعد: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمت؟ قالوا: (نعم)، قال: وعلى من هاهنا؟، في الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله إجلالاً له، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذراري والنساء، فقال صلى الله عليه وسلم: (لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات). ولم تكد تمضي ليال معدودة حتى انفجر جرح سعد، ليلقى ربه شهيدًا من أثر السهم، وجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واستبشر به أهلها؟



حديث واحد



ولم يرو عنه رضي الله عنه إلا حديث واحد فيه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحديث الذي رواه سعد بن معاذ في البخاري بسنده عن عمرو بن ميمون أنه سمع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: حدث عن سعد بن معاذ أنه قال: كان صديقًا لأمية بن خلف، وكان أمية إذا مر بالمدينة انطلق سعد معتمرًا، فنزل على أمية بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبًا من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟، فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالمًا، فقال له سعد، ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه، طريقك على المدينة، فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي، فقال سعد: دعنا عنك يا أمية، فوالله لقد سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنهم قاتلوك)، قال: بمكة؟، قال: لا أدري، ففزع لذلك أمية فزعًا شديدًا، فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد؟، قالت: وما قال لك؟، قال: زعم أن محمدًا أخبرهم أنهم قاتليّ، فقالت له: بمكة ، قال لا أدري، فقال أمية: والله لا أخرج من مكة، فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال: أدركوا عيركم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت، وأنت سيد أهل الوادي، تخلفوا معك، فلم يزل أبو جهل حتى قال: أما إذ غلبتني، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة، ثم قال أمية: يا أم صفوان جهزيني، فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي؟، قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك، حتى قتله الله عز وجل ببدر.


الملائـكــة تحمل جنـازة سـعد بن معـاذ رضي الله عنه


عن أنس رضي الله عنه قال : لما حُمِلت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون : ما أخف جنازته ,, وذلك لحكمه في بني قريظة ,, فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن المــلائـكــة كـانت تحـمــله )

No Response to "أعدد ملائكة التي ترفع العرش الرحمن"

Post a Comment

Followers